-->
AndyVentura • ٢٨/٤/٢٠٢٥، ٨:١١:١١ م
** نمط نظرية ويكوف ** هو نهج تم اختباره عبر الزمن لفهم سلوك السوق وحركة الأسعار في الأسواق المالية. طورها ريتشارد د. ويكوف في أوائل القرن العشرين، وتوفر هذه النظرية للمتداولين والمستثمرين إطارًا لتحليل تحركات الأسعار واتجاهات السوق. وهي تحظى بتقدير خاص في مجالات التحليل الفني والتداول، حيث تقدم رؤى قيمة في ديناميكيات العرض والطلب والتراكم والتوزيع.
تستند نظرية ويكوف على فكرة أن الأسواق تتأثر بتصرفات المستثمرين المؤسسيين، مثل البنوك وصناديق التحوط الكبيرة، والمعروفة أيضًا باسم “المشغل المركب”. أكد ويكوف على أنه من خلال دراسة الرسوم البيانية للأسعار وأنماط أحجام التداول، يمكن للمتداولين الأفراد مواءمة استراتيجياتهم مع نوايا هؤلاء اللاعبين الكبار، بدلاً من التداول ضدهم.
أحد المبادئ الأساسية لنظرية ويكوف هو فهم دورات الأسعار: التراكم والزيادة والتوزيع والتخفيض. تصف هذه المراحل العملية المتكررة لكيفية تحرك الأسعار استجابةً لاختلالات العرض والطلب.
مرحلة التراكم: خلال مرحلة التراكم، يبدأ كبار المستثمرين المؤسسيين في شراء الأصول بهدوء وبأسعار منخفضة بعد اتجاه هبوطي. وتتميز هذه المرحلة بالتماسك، حيث تتداول الأسعار ضمن نطاق مع قيام الأموال الذكية بتجميع الصفقات دون أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
مرحلة التجميع: بمجرد اكتمال التراكم، يبدأ الاتجاه الصعودي. هذه هي مرحلة الارتفاع، حيث ترتفع الأسعار مع انضمام المزيد من المتداولين إلى الارتفاع، وغالبًا ما يكونون غير مدركين أن الأموال الذكية بدأت الاتجاه قبل ذلك بكثير.
** مرحلة التوزيع**: في مرحلة التوزيع، يبدأ المستثمرون المؤسسيون في بيع ممتلكاتهم بأسعار مرتفعة للمتداولين الأفراد الأقل خبرة. تتماسك الأسعار مرة أخرى مع خروج الأموال الذكية من السوق، مما يؤدي إلى ضعف الاتجاه الصعودي.
** مرحلة التخفيض**: تليها مرحلة تخفيض الأسعار، حيث تنخفض الأسعار مع تفوق البيع على الشراء، وتبدأ الدورة من جديد.
تتضمن دورة أسعار ويكوف أنماط وهياكل أساسية يستخدمها المتداولون لتوقع تحركات السوق المستقبلية. ومن أشهر هذه الأنماط مخطط ويكوف، والذي يوضح حركة السعر خلال مراحل التراكم والتوزيع. وتشمل هذه المخططات مراحل مختلفة، مثل الدعم التمهيدي (PS)، وذروة البيع (SC)، والارتفاع التلقائي (AR)، والربيع.
مخطط التراكم: يعكس هذا النمط فترة يقوم فيها المشغل المركب بتجميع الأصول. تظل الأسعار داخل نطاق مع خروج الأيدي الأضعف من السوق، مما يخلق فرصة للأموال الذكية للتدخل. تحدث مرحلة “الربيع” عندما تنخفض الأسعار إلى ما دون مستوى الدعم، مما يؤدي إلى وقف الخسائر ويوفر للمتداولين المؤسسيين فرصة لشراء المزيد عند مستويات منخفضة قبل أن تبدأ مرحلة الارتفاع.
مخطط التوزيع: على العكس من ذلك، أثناء التوزيع، تتداول الأسعار في اتجاه جانبي حيث تقوم الأموال الذكية ببيع ممتلكاتها. وهناك حدث مماثل، وهو “الاتجاه الصعودي”، يشير إلى اختراق كاذب فوق المقاومة، مما يحاصر المشترين عديمي الخبرة قبل أن تبدأ مرحلة تخفيض السعر.
وضع ويكوف ثلاثة قوانين أساسية لتوجيه المتداولين:
** قانون العرض والطلب**: تعتمد تحركات الأسعار على التوازن النسبي بين العرض والطلب. فعندما يزيد الطلب عن العرض، ترتفع الأسعار، وعندما يزيد العرض عن الطلب، تنخفض الأسعار.
** قانون الجهد مقابل النتيجة**: يجب أن يتماشى حجم التداول مع حركة السعر لتأكيد قوة الحركة. إذا حدثت حركة سعرية كبيرة دون وجود حجم كافٍ، فقد يشير ذلك إلى انعكاس محتمل.
قانون السبب والنتيجة: يخلق التراكم أو التوزيع “السبب” الذي يحدد الاتجاه المستقبلي أو “التأثير”. كلما كان نطاق التراكم أو التوزيع أكبر، كلما كان الاتجاه الناتج أقوى.
يظل نمط نظرية ويكوف حجر الزاوية في تحليل حركة السعر في الأسواق المالية الحديثة. من خلال فهم الديناميكيات الأساسية للتراكم والتراكم والتوزيع والتخفيض، يمكن للمتداولين توقع اتجاهات السوق بشكل أفضل ومواءمة استراتيجياتهم مع الأموال الذكية. وعلى الرغم من أنها تتطلب الصبر والممارسة لإتقانها، إلا أن نظرية ويكوف تزود المتداولين بمنهجية قوية للتغلب على تعقيدات سلوك السوق.